مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/07/2021 12:19:00 م

- الجزء الأول -


آلية تأثير الحياة الرقمية على عقولنا...من كتاب حضارة السمكة الحمراء
آلية تأثير الحياة الرقمية على عقولنا...من كتاب حضارة السمكة الحمراء

كيف تؤثر الحياة الرقميّة على عقولنا

لنفترض لدينا شخص فلنسميه A ولد في بيئة رقمية يسيطر فيها الانترنيت على كل جوانب الحياة فأصبح كل تركيزه على الحياة الرقمية بينما في الحياة الواقعية شبه منعدم
 فإنَّ درجة تركيز هذا الشخص هي تسع ثوان يستطيع أن يبقى منتبهاً إلى أمر معين لذلك كل عشر ثوانٍ هو بحاجة إلى تنبيه لأن يبقى مركزا 
لذلك في هذا المقال سنتحدث عن المنافسات الشرسة بين  المواقع الرقمية ووسائلها التي تستخدمها لبقاء A مركزا في المواقع وبين دماغه المشتت الذي يحاول الذهاب إلى مكان آخر.

هذه المعلومات مبينة على كتاب حضارة السمكة الحمراء.


إنَّ الشركات التقنية العملاقة كالفيس بوك وأمازون وآبل لديها آلاف الييانات لمستخدميها وهذه الييانات لا فائدة لها بشكلها الخام 
إلا أن  هذه الشركات نتيجة امتلاكها خوارزميات تغذي نفسها بنفسها عن طريق زيادة عدد المتابعين وزيادة كم البيانات فأصبحت هذه الشركات تستطيع معرفة سلوكيات الاشخاص و ما يفضله كل شخص وتعرف عاداته

 وتسجل ردات فعله وهذه من أجل أن تعرف سلوكيات المستخدم فتصمم له المواقع والتطبيقات الملائمة له لتجعله يقع في شباكها ويدمن عليها وأيضا من أجل زيادة كمية الوقت التي يقضيها الشخص على هذه المنصات لتستطيع جذب المعلنين بناء على هذا الوقت 
ويمكن نتيجة لذلك  أن يصبح الشخص عارياً بخصوصياته التي تصبح عرضة للاستغلال الاقتصادي فهذه الشركات بنت نظامها الاقتصادي بناء على بيانات الناس
 فأصبحت تعرف الإعلانات الملائمة لكل فئة فكل محتوى سيظهر أمام أي شخص هو محتوى إعلاني لشركة ما

 التأثيرات النفسية على الأشخاص الناجمة عن هذه المنصات :


أولاً: الإدمان على هذه المواقع:

وهذا ليس مجرد تأثير عابر بالنسبة للأشخاص كما الكل متخيل ولكن هذه الشركات قد جعلت الأشخاص يدمنون بناء على علم النفس السلوكي 

تصميم واجهات الموقع بطريقة تجبر المستخدم على الإدمان من خلال :

  •  استخدام ألوان وواجهات معينة 

ونصوص تستهوي هذا الشخص وطبعاً تقاس نتائجه بعدد مرات اتصال الشخص بالموقع ومدة هذا الاتصال وتفاعل الشخص في هذا الموقع

  • استخدام حالة التعلق الشرطي:

طبعا هذه الشركات تعطيك لذة لبقائك في هذا الموقع عن طريق تشياء مدروسة كإشعارات جذابة أو غيرها تجعلك تدخل إلى هذا الموقع عدة مرات يوميا.

  • التركيز على شرائح عمرية صغيرة:

الأطفال دائما ما يفكرون في السعادة العاجلة فهم لا يستطيعون تمييز بأن هذه الألوان موجهة لهم أو عليهم ترك هذا الموقع قليلا وذلك نتيجة الإغراءات التي يتعرض لها الطفل فيكبر هذا الجيل وهم مدمن منذ طفولته على الحياة الرقمية.
وبالطبع هذا لا يكون عشوائياً فكل هذا تتم دراسته من قبل أخصائين في دراسة السلوك وكيفية التحكم به وتوجيهه في هذه الشركات.


📚 بقلم دنيا عبدالله

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.